كانت بداية السيناريو الوحشي لهذه المذبحة عندما إنتصف ليل الجمعة وهو موعد بداية السهر والأستمتاع وأحيانا الصخب لوسط الفنانين ورجال الأعمال.. عندما اصطحب أمين عوني صادق السويدي زوجته المطربة التونسية ـ ذكري ـ التي اصبحت زوجته رسميا بحكم قضائي صدر منذ أسبوعين بناء علي طلب السويدي الذي كان قد تزوجها بعقد زواج عرفي في23 أغسطس الماضي, أصطحبها في سهرة سويا في مح ـ يدعي ـ بلوز الذي اشتراه السويدي قبل شهر بشارع النيل بجوار كوبري الجامعة ـ حتي تكتمل الصحبة وتحلو السهرة.
أرسل السويدي سائقه الخاص إبراهيم محمد إبراهيم سليمان ـ45 عاما ـ إلي مدينة الشروق بالنزهة الجديدة طالبا منه إحضار مدير أعمال السويدي ويدعي عمرو حسن عبدالعزيز الخولي وزوجته خديجة صلاح الدين حافظ إبراهيم وبعد أكثر من ساعة كان قد أحضرهما السائق وجلس الجميع حول مائدة عامرة بكل ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات, الابتسامة تعلو وجوه الجميع.. والفرحة تغمرهم في نفس الوقت اتصلت المطربة ذكري بالموسيقار هاني مهني لمشاركتهم السهرة الجميلة, ولكنه اعتذر,
وأستمرت السهرة حتي الساعات الأولي من الصباح تناول خلالها السويدي وفقا لما تردد كمية كبيرة من الخمور.. بعدها عاد الجميع إلي مسكن السويدي الذي يضمه مع زوجته ـ ذكري ـ الكائن23 ـ أ شارع محمد مظهر بالزمالك.. وكان بصحبتهما مدير أعماله وزوجته ظهر معهم هذه المرة ـ مطربة مغمورة تدعي كوثر رمزي ـ وهي معروفة بقراءة ـ الفنجان ـ التي حاولت مداعبة ـ ذكري ـ بقراءة الفنجان لها ـ ولكن الضيق قد بدأ واضحا علي أيمن السويدي.. وبدون مقدمات طلب من المدعوه ـ كوثر ـ الأنصراف إلي مسكنها قائلا لها, أن هناك خلافات عائلية بينه وبين زوجته ويود تصفيتها دون أن يسمعها أحد..
فأنصرفت كوثر إلي منزلها, بعدها طلب من الخادمين رجب إبراهيم ـ19 سنة ـ وأم هاشم حسني الوسي ـ17 سنة ـ الأنصراف والبقاء في المطبخ, ثم بدأ موجها حديثة إلي زوجته ذكري طالبا منها التفرغ له كزوجة.. لأن عملها الليلي يأخذها منه في حين يعمل هو نهارا.. ولكنها ردت عليه في حدة بأنها لن تترك عملها كفنانة.. وأنه تزوجها وهو يعرف أنها فنانة.. وأحتد النقاش بينها حاملا في طياته نبرة الغيرة عليها.. والتلميح بشكه في سلوكها كما ذكرت ذلك خادمتها ـ أم هاشم ـ فضلا عن عدم إرتياحه لسلوك عمرو عبدالعزيز مدير أعماله والمدير المالي لشركة السويدي ـ
وفي لحظات ليست بالكثيرة علت فيها النيران الأنفعالية.. وتناثرت خلالها الكلمات الجارحة وتبادل الأتهامات.. التي لم يسكتها سوي صوت الرصاص عندما أخرج أيمن السويدي أسلحته النارية طبنجتان ومدفعا رشاشا, وفي لحظة هستيرية أطلق الرصاص علي ذكري بطريقة عشوائية حتي أصابها بـ21 رصاصة في اجزاء متفرقة من جسدها أودت بحياتها في الحال, بعدها وجه رصاصاته إلي مدير أعماله عمرو الخولي فأصابه بنحو20 رصاصة ثم قتل زوجة الأخير بـ14 رصاصة, وأخيرا وضع المسدس في فمه وأطلق رصاصة واحدة أنهت حياته في الحال أيضا لتسقط الجثث الأربع في مشهد مأساوي بل مذبحة وحشية تناثرت خلالها الدماء وأمتزجت بالحطام.. لتنهي قصة حب تداخلت فيها الغيرة.. والشك!
مسرح المذبحة
((( الصور المرفقه))))
كان البلاغ الأول للشرطة من الحراسة الأمنية المعنية علي فندق سفير الملاصق لشقة السويدي ـ حيث هرعت إلي هناك قوة من الشرطة وكان المشهد لا يحتاج إلي تعليق! بعدها تم إخطار المستشار ماهر عبدالواحد النائب العام بالمذبحة الذي كلف النيابة بسرعة الأنتقال, حيث توجه عمرو قنديل رئيس نيابة قصر النيل لمعاينة مسرح الجريمة بأشراف المستشار محمد الحفناوي المحامي العام لنيابات وسط القاهرة.
الموسيقار هاني مهنى
(((( الصور المرفقه)))))
كشفت المعاينة عن مفاجأة في الحادث حيث عثر رجال المباحث اثناء المعاينة علي الشغالتين "زينب وأم هاشم" اللتين أحضرهما رجل الأعمال القتيل للعمل لديه منذ شهور في حالة انهيار تختبئان داخل إحدي الغرف منهارتين تماماً في حالة ذعر وفزع غير قادرتين علي الحركة.
هدأ الضباط من روعهما وبمناقشتهما كشفتا عن وقائع الجريمة البشعة.
أكدتا بأن رجل الأعمال أيمن السويدي حضر فجراً بعد وصول زوجته وزوجة صديقه بساعتين إلي الشقة وبصحبته مدير أعماله ومعهما أيضاً الفنانة المغمورة كوثر سعيد "55 سنة" التي يستعين بها في قراءة الفنجان له ومعرفة البخت. وطلب منها الانصراف قبل الجريمة بدقائق.
أضافت الشغالتان أن رجل الأعمال كان ثائراً وفي حالة غضب والشرر يتطاير من عينيه وكأنه وحش لايعرف الرحمة. ولو كان أمامه مائة شخص لقتلهم جميعاً.. ولم يجدا مفراً سوي الاختفاء داخل حجرة بالشقة وهما تبكيان حتي استطاعا النجاة بعمرهما.
دموع هاني مهني (((( الصور المرفقه))))
في مسرح الحادث التقينا بالموسيقار هاني مهني والذي كان منهاراً تنساب الدموع من عينيه في حالة رعب غير مصدق الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها المطربة التونسية ذكري التي تربطه بها زمالة عمل.
قال ان ما حدث كارثة بكل المقاييس فهي مجزرة لا انسانية وكان من الممكن ان يكون أحد الضحايا لأنه رفض دعوة ايمن السويدي في الحضور لمشاركتهم السهرة.
اضاف انه علم بالحادث من أحد الاصدقاء في السادسة صباحا فاسرع للشقة مسرح الجريمة ليجد رجال المباحث يحيطون بالعمارة ولم يتمكن من الدخول.
اشار الي أن رجل الأعمال ايمن السويدي تاجر "أدوات كهربائية" لم يكن في وعيه لأن ما حدث ومهما كانت الاسباب لا يمكن أن يرتكبه انسان عادي في حالته الطبيعية وحمداً لله أنه لم يحضر هذا اللقاء الدامي وإلا خرجت جنازته معهم.
نفي هاني أن تكون الجريمة ارتكبت بدافع الشرف لأن ذكري كانت ملتزمة أخلاقيا في عملها وفنها وهي خسارة كبيرة للوسط الفني وان ما حدث كان خلافا في وجهات النظر بينهما بسبب عدم تفرغها له ولبيته وكان يحبها بجنون ويغار عليها من الجميع.
شقيقة ذكري (((( فى الصور المرفقه)))))
كانت وداد شقيقة الفنانة القتيلة "ذكري" قد حضرت لمكان الحادث بعد الجريمة بنصف ساعة ومعها بعض اقاربها في حالة حزن وبكاء شديد حاولوا الصعود للشقة إلا أن المقدم محمود أبوعمرة رئيس مباحث قصر النيل ومعاونه النقيب محمد شعير قاما بفرض كردون أمني حول العمارة ورفضا دخول أي شخص لها لحين انتهاء النيابة من المعاينة ونقل الجثث.
ظلت وداد شقيقة المطربة منهارة امام باب العمارة وبمجرد أن شاهدت جثة شقيقتها تخرج لسيارة الاسعاف وكاميرات المصورين تلاحقها صرخت في وجوه المصورين وقامت واقاربها بالإمساك بمصور "الجمهورية" وحاولوا التعدي عليه بالضرب وكسروا فلاش الكاميرا.
مشاجرة
أثناء قيام الموسيقار هاني مهني بالتسجيل لقناة الجزيرة حول الحادث تجمع عدد من أقارب السويدي وحاولوا منع الموسيقار من التحدث في الموضوع فرد عليهم محاولا تبرير حديثه بأنه يريد أن يوضح أن الجريمة ليست بدافع الشرف ولكنها تمت لخلافات عادية تحدث بين أي زوجين حتي تتضح الأمور.. ورغم ذلك لم يكمل حديثه مع الجزيرة وتحول مسرح الحادث أمام العمارة إلي معركة بين أهل السويدي وهاني مهني وقناة الجزيرة.
حارس العقار
التقينا مع بواب العمارة أمام مسرح الحادث قال: إنه كان داخل غرفته بالعمارة مستغرقا في النوم وسمع صوت طلقات رصاص بطريقة مخيفة فانتابته حالة ذعر لا يدري ماذا يفعل فأسرع لاستطلاع الأمر فسمع شخصا يردد "أيمن السويدي" قتل زوجته فاضطر للاتصال بالشرطة التي حضرت في الحال.
سائق السويدي
أما إبراهيم سائق السويدي فقد كان ينتظر أسفل العمارة داخل سيارة رجل الأعمال كما طلب منه.
وأثناء جلوسه في السيارة سمع طلقات رصاص كثيرة كالمطر فحاول معرفة مصدرها وحينما علم أنها من شقة "السويدي" انهار وخشي من الصعود حتي لا تصيبه رصاصة طائشة ويكون بين الضحايا وأصر علي أنه لا يعرف سبب ما حدث.
النيابة
* انتقل إلي مسرح الحادث عمرو قنديل رئيس نيابة قصر النيل والذي قام بمعاينة الشقة التي شهدت المذبحة وما بها من طلقات وعددها وأمر بالتحفظ علي الاسلحة المستخدمة في الحادث والطلقات الفارغة وانتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثث الاربعة لاعداد التقرير الفني للصفة التشريحية وبدأت في سماع شهود الحادث وانتداب المعمل الجنائي لرفع البصمات من الشقة ولا يزال التحقيق مستمرا.
من جانب آخر.. قامت سيارات الإسعاف باشراف نصر ابوهاشم مشرف غرفة العمليات بنقل الجثث الأربع إلي مشرحة زينهم حيث تم نقل جثة رجل الأعمال وزوجته أولا وتم نقل جثتي مدير اعماله وزوجته إلي نفس المشرحة تمهيداً لتنفيذ قرار نيابة قصر النيل بتشريح الجثث وبيان ما بها من إصابات وعدد طلقات الرصاص ونوع السلاح الذي تم استخدامه في اطلاق الرصاص عليها.
قام الدكتور فخري صالح وكيل أول وزارة العدل وكبير الأطباء الشرعيين بتشكيل فريق من الاطباء الشرعيين لتشريح الجثث في أسرع وقت ممكن واعداد تقارير عنها لتسليمها إلي نيابة قصر النيل التي تتولي التحقيق في الحادث حتي يتم الانتهاء منه في أسرع وقت ممكن ويتولي التشريح الطبيبان حاتم نبيل واشرف الرفاعي.
قال الدكتور فخري صالح ل "الجمهورية" : ان التشريح سيحدد عدد الطلقات التي أصابت كل جثة ونوعها وطريقة الاصابة ووضع تصور عن كيفية وقوع الحادث.
غضب في الشارع التونسي..!
اثار مقتل الفنانة التونسية ذكرى ومدير اعمالها وزوجته على يد زوجها المصري الجمعة ردود فعل غاضبة في تونس حيث تتمتع الراحلة بشعبية واسعة، كما طلبت السلطات التونسية الكشف عن ملابسات المأساة باسرع وقت وبشكل كامل.
وانتشر نبا مقتلها كالنار في الهشيم وبدا الناس بالاتصال بوسائل الاعلام من جميع ارجاء تونس للاستفسار عن ظروف الحادث المأسوي الذي اصاب ذكرى "بنت الشعب".
وبثت وكالة الانباء التونسية الحادث كمسبق واوردت الاذاعات الوطنية والمحلية في المناطق تعليقات على "الحادث الاليم".
وقال رئيس تحرير اسبوعبة "ليه زانونس" لطفي العماري باكيا "انها خسارة فادحة كانت بين الافضل، ان لم تكن افضل الاصوات في العالم العربي، ومن المؤسف ان تنتهي هكذا".
وذكرت وكالة الانباء التونسية ان الرئيس زين العابدين بن علي طلب من السلطات المصرية "الكشف عن ملابسات الجريمة في اسرع وقت وحفظ حقوق الضحية" كذلك. وتجري السلطات التونسية اتصالات مع القضاء المصري ومن المتوقع ان يتوجه قاض تونسي الى القاهرة للمشاركة في التحقيقات.
وفي الشوارع او المقاهي او المكاتب يتساءل الناس بانفعال وغضب عن "هذا القدر السيء" او"عم ذهبت تبحث في مصر"؟ او "هل سيعيدون جثمانها"؟
واعادت الجريمة الحديث عن البدايات الصعبة للنجمة المتحدرة من اصول متواضعة و"التضحيات" التي تكبدتها من اجل اظهار موهبتها في بلدها اولا ومن ثم في ليبيا قبل ان تستقر في مصر.
وقتلت ذكرى فجر الجمعة في شقتها في الزمالك، بوسط القاهرة، برصاص اطلقه عليها زوجها ايمن السويدي قبل ان ينتحر اثر شجار حاد بينهما، كما نقلت الشرطة عن عاملين في المنزل دون توضيح سبب الشجار.
وقتل في الحادثة نفسها مدير اعمال الزوج عمرو حسن صبري الخولي وزوجته خديجة صلاح الدين التي كانت تدير اعمال ذكرى. والقتيل نجل مدير مكتب الرئيس المصري الراحل انور السادات.
واصيبت الفنانة التونسية بخمس عشرة رصاصة اطلقت من رشاش الماني من نوع "هكلر".
وقال مقربون من الزوجين ان الخلافات بينهما قد تكون ناشئة عن رغبة السويدي في الانتقال للعيش مع زوجته بصورة دائمة، وانها كانت ترفض ذلك.
الا ان مصادر امنية اعادت الخلافات على ضؤ اقوال خادمة ذكرى الى "غيرة الزوج الشديدة وشكوكه في سلوكها".
لكن الملحن هاني مهنا الذي اكتشف الفنانة ذكرى وكان وراء اقامتها في مصر نفى هذه الاتهامات مؤكدا ان "ايمن احب ذكرى بطريقة جنونية وصلت به لدرجة الغيرة العمياء وكان يريدها ان تنظم اعمالها بطريقة مغايرة بحيث تقوم بتسجيلاتها الغنائية صباحا".
واضاف ان السويدي كان يريد ان "يمنعها من السفر للمشاركة في المهرجانات والاحتفالات القومية لبعض الدول العربية".
[/hide]